مشهد أرعبني



منذ سنة ونصف تقريبا ...

رأيت مشهدا حسبته معتادا و طبيعيا ....

فالكل يراه في نظري بل في كل لحظة و اينما يمم ببصره ....


الغريب هو الشعور الذي انتابني ....

شيء من الخوف والقلق ...

و شيء من العزم و الارادة ....

وشيء من الحيرة والدهشة ...

مشاعر متباينة ولكنها اجتمعت في نفسي مع هذا المشهد الذي رأيت ....

حتى بت ليالية و أياما غير آمن ....

أرهقني التعب و اجهدني الأرق ..

اتامل وافكر ... ارقب واتمنى ...

اخوض ام استعد ....

انطلق ام اتريث ....

ولا اخرج بعد تلك الليالي الا بالاستفهام المجهد من التفكير حول (هذا المشهد المخيف) .

رأيت فيه :

موجة عالية عارمة ......

سوداء مظلمة ....

لم ار فيها بصيص نور يدعوني لها من بعيد ...

تفوح منها رائحة غير (( طبيعية)) ...

وتسَّاقط من حولها مصائد و سلاسل مهيبة ....

مشهد متكرر .... في كل ((لحظة)) ....

شاهدت اناسا كثيرون يسبحون بين جنبات تلك الموجة الغريبة ...

رأيت علي وجوههم علامات البؤس ....

وقرأت في أعينهم احرف الشقاء و اليأس ...

لا أدري ....

هل يأسهم لأنهم لم يقدروا على تجنب تلك الموجة ؟؟؟

وهل شقاؤهم لما ارعبني فيها من تقلبات سريعة مروعة ؟؟

وهل بؤسهم مما فيها من غرائب مفزعة و مغييرات للنفس عظيمة ؟؟؟

في كل يوم اشاهد شيء من هذا المشهد على قدر انتباهي و يقظتي ....

والمصاب الصعب المؤلم ان ارى ممن كان بجانبي يوما ما يرقب...
صار بين جنباتها يتيه و (يتضاحك بحزن غير الذي ألفته ) .

من فترة لأخرى تقع علي سلاسل (جاذبة) مرات اهم لحملها ومرة اسمع صوتا يحذرني فأقف ...

لا ادري كيف اتعامل مع هذه الموجة ؟؟؟

مع مرور الزمن يزداد البلل الذي يثقل حراكي والتصقت بي بسببه علائق ثقيلة و متعبة..

ولاتزال تلاحقني هذه الموجة العاتية واجاهد في الهرب منها ..

اخشي ان اواجهها فتغرقني وأهلك ...

وأخشى أن أنساب معها مثل غيري فأتحول من متحرك بذاته إلى مُحرَّك بغيره و ربما تلقيني بعيدا فأضيع ...

ولكن اشارات يقين :-
  • ان بإيجادي لبوصلة استدل بها.
  • و خريطة ارسمها على ضوء توجيهات بوصلتي.
  • و خطوط بيانية واضحة لا احيد عنها
  • وحبل متين مكين اعتصم به وامده لغيري .
((قد)) يخفف علي شيء من تبعات هذه الموجة و أخرج منها سليما ((قليل الاصابات )) ....

وأملي أن آجد أو أوجد موجة (( انقى و أرقى وأعلى )) تواجه تلك الموجة الهائلة....
لأني موقن أنه من المستحيل مواجهتها فرادى ....

وكأني ارى من بعيد ....
معالم طهر قادم ....

فكلي أمل أن أركب معهم وألحق .....
قبل أن أُجرف مثل غيري لأني موقن اليوم بضعفي .....


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • Twitter
  • RSS

تعليق واحد على"مشهد أرعبني"

  1. Unknown يقول :
    22 أبريل 2010 في 11:44 ص

    طَـرِبْـتُ لحروفك يا صديقي :)

    إلى الأمام يا أستاذ حمد .. العزيز المبارك ..

    أدام الله ذَيَّاك القلم وتلك الروح من ورائه ..

إرسال تعليق